🌿 لازلتُ أنمو
رسالة إلى من يظن أنه تأخر على نفسه أكتب لك هذه الكلمات لأذكّرك (ولي أيضًا) بأننا لسنا مُلزمين بأن نكتمل الآن. إذا شعرت يومًا أنك لست «نسختك المثالية» بعد... فهذا النص من أجلك.
المقالات
مصطفى حمد
7/13/20251 min read


❝
هناك نسخة مني لازلتُ أنتظرها منذ وقت طويل...
شخصٌ أكثر ثباتًا، وأكثر وضوحًا، وأقل ألمًا. أبقى أتصوّر أن هذا المستقبلي سيحلّ مكاني يومًا ما، ليجعل كل ما يأتي من حياتي منطقيًا.
لكن في الأيام الأخيرة، بدأتُ أشعر أن كل هذه الأفكار ارتجالية!
لقد أصبحتُ أتعرض لضغط غريب، خاصة عندما أحاول أن أكون مرنًا، أتفوّق وأتماسك لأجعل الآخرين فخورين بي.
أفعل كل شيء على أكمل وجه، ألتزم بالمواعيد، أسعى وراء أحلامي، وأقول كل ما أعتقد أنه صحيح..
كل هذا يجعلني أتخيّل أن مكافأتي هي اليقين الذي سيشعرني بالاكتمال. وفي النهاية أصل لهدفي.
لكن.. ماذا لو لم أصل؟ ماذا لو أن أصدق ما يمكنني الاعتراف به: أنني لا زلتُ أنمو؟
❞
🔹 تأتي عليّ أوقات أشعر أني أتشظّى إلى قطع:
• قطع من ذاتي الماضية التي تجاوزتها،
• وأخرى لم أتعرف عليها بعدُ جيدًا.
أحمل كل آمالي القديمة كملابس بالية، لستُ مستعدًا للتخلص منها تمامًا مع أنها لم تعد تناسبني.
أما أحلامي الجديدة؟ تبدو لي هشّة، غير ناضجة، تصرخ بصوتٍ لا زلتُ أتعلّم الثقة به.
🔹 ربما لا أعي بما فيه الكفاية ما بين سطور حياتي.
ولا أنظر إلى تلك المراحل التي لا يبدو فيها شيء مؤكّدًا.
حيث لا أكون مكسورًا، لكني لستُ مزدهرًا أيضًا...
حيث لا أزال ضعيفًا في بعض الأماكن، بينما يتوقع مني أن أكون صلبًا.
🔹 لا أزال متشككًا في أمورٍ كنتُ متأكدًا منها يومًا ما.
لا أزال أبحث عن كلمات تصف من أنا وماذا أريد.
❓ أحيانًا أتساءل إن كنتَ تشعر بهذا أيضًا؟
تحبس أنفاسك على أمل ألا يلاحظ أحد مدى ارتباكك خلف ابتسامتك.
لأننا جميعًا نبدو في الظاهر واثقين جدًا، لكننا في الباطن غارقون في الأسئلة والمخاوف الصامتة وتناقضاتٍ لم نتصالح معها بعد.
🌱 ربما هذا هو المعنى الحقيقي للنمو:
ليس العثور على الإجابات بقدر ما هو الاستمرار بطرح الأسئلة،
والتقدّم إلى الأمام حتى لو ضاقت بك السبل.
أن ترى نفسك ليس كمنتَجٍ مكتمل، بل كشخصٍ في طور النمو.
💭 كنتُ أظن أن الوعي الذاتي عملية خطيّة ومتسلسلة؛ أتجاوز المراحل كما أصعد درجات السّلم لأصل في النهاية إلى «ذاتي».
لكن الوعي الحقيقي أكثر تعقيدًا من هذا:
إنه ينطوي على نفسه، ويدور ويتعثّر ويتمدد.
يتطلب صبرًا ونوعًا من التسامح... خاصة تجاه أجزائي التي لا تزال تحاول اللحاق بالرّكب.
وربما الأهم من هذا كله:
أن أتعلم التعايش مع إزعاج عدم اليقين.
أن أفسح المجال لتناقضاتي.
وأقاوم إغراء وصم نفسي ببراندٍ مستعجل.
أن أجعل هويتي شيئًا يتنفس.. لا جامدًا كعنوان مقالي!
🌿 لا أخفيك سرًا: هذا مُرعب. لكنه يتماشى مع طبيعتنا الإنسانية.
🤍 إن كنتَ تعيش هذه المرحلة التي اعيشها أنا– في المنتصف، غير متأكد، متعثر –
فأريدك أن تعرف: لستَ متأخرًا ولا فاشلًا.
أنت فقط في خضمّ الوعي.
أنت في وسط بناء وعيك الذاتي.
وكونك لا تزال تحاول، تتعرف، تسأل... فهذا يعني أنك لا زلتَ تنمو.
🕊️ أدعوك – وأدعو نفسي أولًا – أن نتوقف عن التظاهر بأننا اكتملنا.
أن نتوقف عن معاقبة أنفسنا على كوننا مشاريع قيد التنفيذ.
دعونا نعطي مساحةً لما بين السطور، فهي ليست مراحل علينا تجاوزها بسرعة، بل لحظات علينا أن نعيشها.
لأنها قد تكون المكان الذي نجد فيه وعينا الحقيقي:
ليست تلك الإجابات المصقولة، بل الأجزاء الضعيفة وغير المكتملة.
✨ وربما – وربما يقينًا – لا بأس إن لم تصل أبدًا إلى هدفك في هذه الحياة..
فربما الأمر كله يتعلق بحياتنا الأخرى.
🔍 وأنت؟
ما الذي لا زلتَ تنتظره من نفسك؟
ما هي الأسئلة التي ترافقك هذه الأيام؟
اكتب لي في التعليقات... لأرى أننا معًا في هذا الطريق. 🌱
🤍 شاركها مع من يحتاج أن يسمع هذه الكلمات اليوم.