انت مدين لنفسك بالوعي

المقالات

مصطفى حمد

3/18/2025

"إذا لم تبذل الجهد الكافي لتعرف نفسك فستكون ما يقوله الاخرون لك"

-مصطفى حمد

شاهدت مقطع فيديو على احدى منصات التواصل الاجتماعي لخبير في الوعي الذاتي يقول ما ملخص ترجمته أنك: " ان لم تقض وقتاً كافياً في التعرف على نفسك فسوف ينتهي بك الامر الى استيعاب تعريف الاخرين لك"
وعند التأمل في هذه الشيء اصبت بالدهشة من عدد المرات التي اسمح فيها بحدوث ذلك! لقد وجدت أنى في اغلب الأحيان اسمح للعالم من حولي من الأصدقاء أو افراد عائلتي.. بل حتى الغرباء بأخباري من انا؟!!
وانت فكر بالأمر ايضاً
فنحن عندما لا نأخذ الوقت الكافي لمعرفة ما نحب وما يمثلنا ويجعلنا نشعر بالحياة.. فسيقرر ذلك شخص اخر نيابة عنا.. والامر المخيف هنا هو اننا حتى قد لا نلاحظ ذلك.. وسوف نستيقظ في يوم ما ونجد أنفسنا نعيش حياة تشكلها اراء الجميع -باستثناء آرائنا.
بالطبع، لن يحدث هذا بشكل دفعي وبصورة مباشرة.. ولكن عندما يخبرك أحدهم "انت حساس جداً" فصدقني سوف تتوقف عن التعبير عن مشاعرك.. وعندما يخبرك اخر "انت هادئ جداً" فسوف تجبر نفسك على الكلام حتى عندما تريد السكوت.. وإذا المح اليك شخص ما بطريقة ولو غير مباشرة "أنك غير كافي كما انت" فستقضي ربما السنوات القادمة من عمرك محاولا ان تصبح شخص اخر..
ولكن، لماذا يحدث هذا؟ هل من اجل ارضائهم؟ ام للتأقلم؟ او لنشعر باننا نستحق؟
دعني اخبرك بأمر.. ربما نحن جميعاً نعلم جيداً ان وجهات نظر الاخرين عنا وآرائهم فينا امر ضروري جداً لبناء وعي ذاتي خارجي.. ولكننا في الكثير من الأحيان نسمح لها ان تتعدى الحدود لتشكل وعينا الداخلي بأنفسنا وترسم لنا صورتنا الذاتية الجوهرية رغم ان وظيفتها الطبيعية هي رسم صورتنا الخارجية وكيف يرانا الاخرون فقط..
فانت نفسك.. لا أحد يستطيع تعريفك.. لا أصدقائك ولا والديك ولا المجتمع.. انت وحدك من يمكنه ذلك.. ولكن بشرط العمل.. من الجلوس مع نفسك وطرح الأسئلة الصعبة بشأن ما تريده ومن انت بدون خوف.. والاجابة عنها بكل صدق وشجاعة..
اعلم ان الامر ليس سهلاً.. وسوف يشعرك بمشاعر غير مريحة او فوضوية.. فانت وحيد في مواجهة نفسك.. لكن الثمرة ستستحق كل ذلك.. لكون البديل هو ان تعيش حياتك مثل المرآة.. تعكس توقعات الجميع ولا تظهر ذاتك الحقيقية ابداً.. حتى تصل الى اليوم الذي لا تعرف من انت..
لذا توقف الان.. في هذه اللحظة.. واسأل نفسك
متى كانت اخر مرة قضيت فيها وقتاً للتعرف على نفسي؟
متى سألت نفسي من انا؟
وماذا اريد بالفعل؟
ما الذي يجعلني سعيداً؟
بماذا أؤمن حقاً؟
قد لا تجد الإجابات حاضرة في حيناها.. ولكن لا بأس.. المهم أنك بدأت بالسؤال.. بدأت بالانتباه الى الأشياء التي تنير لك الطريق والاشياء التي تستنزفك دائماً..
ابدأ بقول "لا" للأشياء التي تشعر انها غير صحيحة وان كان فيها خيبت امل للأخرين.. وقول "نعم" للأشياء من نفسك التي كنت تتجاهلها لفترات طويلة..
فانت مدين لنفسك ان تعيش حياتك انت.. حياة تعرف فيها من انت.. لان العالم من حولك سيحاول دائماً ان يقول لك من تكون.. ولكن انت من عليه ان يقرر الى من سوف تستمع.. للعالم ام لذاتك؟