الوعي الذاتي يعني الاستيقاظ.. فالجميع نيام من دون ان يدركوا.. يولدون نائمون.. يعيشون نائمون.. يتزوجون نائمون.. ينجبون نائمون.. يموتون وهم نائمون.. فهم في هذه الحياة لا يستيقظون ابداً.. لذا.. لن يفهم أحد منهم جمال كونهم بشر..
اتفق مع العرفاء والصوفيين -بغض النظر عن معتقداتهم- في مفارقة غريبة واحدة.. فرغم كل الحزن والالم والمعاناة فان كل شيء بخير.. مع كل ما يبدو من الفوضى وعدم الانتظام في كل شي.. نعم كل شيء بخير.. ولكن لسوء الحظ.. اغلب الناس لا يدركون ان كل الأمور بخير لأنهم نيام.. ويعيشون في كوابيسهم..
في أحد مقاطع الفيديو يظهر اب كبير في السن وهو يطرق باب غرفة نوم ابنه.. ويصيح: استيقظ يا بني!
يقول الاب: حسناً، سأعطيك ثلاث أسباب توجب ذهابك الى المدرسة: اولاً لأنها وظيفتك، وثانياً لأنك في 45 من عمرك، وثالثاً لأنك مدير المدرسة.. استيقظ، استيقظ يا بني.. لقد كبرت.. لا يمكنك ان تبقى نائماً استيقظ.. وتوقف عن اللعب..
معظم الناس يخبروك انهم يريدون التخرج من المدرسة.. لا تصدقهم.. فهم يكذبون! فكل ما يريدونه هو اصلاح ألعابهم المكسورة.. "اعد لي زوجتي"، "اعد لي مالي"، "اعد لي وظيفتي"، "اعد لي سمعتي ونجاحي".. هذا كل ما يريدونه.. مجرد استبدال العابهم..
هذا كل شيء.. ففي اغلب جلسات الاستشارة والتدريب -ان لم اقل جميعها- اكتشف انهم فعلياً لا يريدون الشفاء.. يريدون الراحة فقط.. فالشفاء مؤلم..
الاستيقاظ شيء سيء.. فالتواجد في السرير -كما هو واضح- لطيف ومريح.. فلا تيقظ أحد.. كن حكيماً ولا تحاول ايقاظ الناس.. وآمل أنى على هذا القدر من الحكمة ولم اتسبب في ايقاظك إذا كنت نائماً.. فهذا ليس من شأني.. رغم أنى أقول لك في بعض الأحيان "استيقظ!" وانظر الى ما حولك..
إذا استفدت من ذلك.. فهذا شيء جيد.. والا فهذا سيء جداً.. يقول العرب القدماء.. نفس المطر الذي ينمي الشوك في البراري يحيي الازهار في الحقول..